أيام الجابولاني ... مقال شبه يومي عن أبرز
أحداث اليوم في مونديال 2010 يرصدها ويُحللها تامر


معرض الصور

تكبير الصورة







انتهت اليوم مباريات الجولة
الثانية من الدور الأول لمونديال 2010 وسنبدأ غدًا الجولة الثالثة والحاسمة
والتي سنرى بها دموع كثيرة للاعبين عائدين الى بيوتهم وقد يكون بينهم
نجومٌ كبار لم يتوقعوا تلك العودة السريعة وكذلك سنرى أفراح وابتسامات خاصة
من البعض الذي لم يتوقع أن يواصل التواجد في جنوب أفريقيا حتى ما بعد
الـ25 من يونيو القادم ..... مباريات اليوم جاءت منطقية الى حدٍ كبير
بانتصار البرتغال الهائل وانتصار إسبانيا الهادئ وانتصار تشيلي الواثق
وكأنه كان اليوم يوم أصحاب الزي الأحمر، وفيما يلي ما توقفنا عنده من نقاط.

المنتخب البرتغالي ..... تطور وتحسن
كثيرًا ولكن !!



بلا شك تطور المنتخب
البرتغالي كثيرًا في المباراة ضد كوريا الشمالية عما كان خلال المواجهة
الأولى أمام كوت ديفوار، وقدَّم زملاء رونالدو أداءًا ربما هو الأفضل حتى
الآن لمنتخب أوروبي في البطولة والأهم أنهم حسموا بشكلٍ كبير تأهلهم للدور
التالي وبقي عليهم فقط تحديد مركزهم في المجموعة حين يواجهون البرازيل في
الجولة الثالثة.

المنتخب البرتغالي لعب اليوم بطريقة 4-3-2-1 ولكنها
كانت تتحول في الحالة الهجومية الى 3-3-4 وذلك عبر تقدم الظهير الأيسر
كوينتراو الى المناطق الدفاعية للكوريين مع تواجد سيماو ورونالدو بجانبه
وتقدم ميراليس من الوسط لداخل منطقة الجزاء ليكون بجانب المهاجم الأوحد
ألميدا وقد أدت تلك الطريقة لتواجد مكثف للاعبين في منطقة جزاء كوريا
الشمالية مما سهل صناعة الفرص والابتكار الهجومي خاصة أن تلك المجموعة
تمتاز بالسرعة والمهارة الفردية والقدرة التهديفية وكذلك دون اهمال الدور
الكبير لتياجو مينيدز من الوسط وتمريراته البينية الرائعة، ولكن مع هذا
علينا ألا نتجاهل أنهم اليوم قابلوا منافسًا لعب بسذاجة كبيرة وبدا كأنه
كذب الكذبة ثم صدقها وتلك الكذبة تتلخص في كونه صدق أنه منافسًا للبرتغال
ويستطيع أن يلعب الند بالند مقابلها وتلك الكذبة جعلت المنتخب الآسيوي
ينهار بعد الهدف الثاني ويفقد تركيزه بالكامل مما جعل لاعبوه يخطئون
أخطاءًا ساذجة للغاية تسببت بأهداف مباشرة للمنتخب البرتغالي.

ما
قصدته في السطور السابقة هو أن كوريا الشمالية لم تلعب بالطريقة المثلى
أمام البرتغال وهي الطريقة التي لعبت بها أمام البرازيل ويبدو أن الاشادات
الكثيرة التي تلقاها الفريق جعلته يندفع للهجوم أكثر رغبة في التسجيل
والتقدم وربما أيضًا غامر المدرب حتى يتأهل للدور التالي أي أنه لعب بمبدأ
الفوز أو الخسارة، ولهذا رأيناه في الشوط الأول يلعب بشكلٍ جيد جدًا
هجوميًا ودفاعيًا ولكنه بمجرد نهاية حلم الفوز بالهدف الثاني للبرتغال
انهار الفريق ذهنيًا وفقد تركيزه وحدث ما حدث.

بالتالي وبناءًا على
المعطيات السابقة، لا نستطيع أن نُقيم قوة المنتخب البرتغالي بناءًا على
تلك المباراة خاصة على الجانب الدفاعي، ودعونا ننتظر المباراة الثالثة أمام
البرازيل وما بعدها حتى نرى قدرات الفريق الحقيقية أمام فريق منافس وقوي
بالفعل وقد تؤكد البرتغال قوتها وقد تتراجع كذلك وتعود للوجه السلبي الذي
ظهر أمام كوت ديفوار.

ملاحظة إضافية على أبناء كارلوس كيروش تتلخص
في كون خط الوسط لديه ليس بقوة خط الهجوم ولا يمتلك الأسماء السوبر التي
ظهرت في مونديال 2006 ويورو 2004 وهذا قد يُحدث مشكلة كبيرة للفريق في حال
واجه فريق يمتلك خط وسط أفضل خاصة على الصعيد البدني والالتزام التكتيكي
والانضباط الدفاعي وإن كنت أشيد بشكلٍ خاص بلاعب أتليتكو مدريد "تياجو
مينديز" لأنه أكد من جديد أنه لاعب صاحب رؤية ممتازة وتمريرات دقيقة للغاية
لكنه لم يأخذ حقه كثيرًا في الاعلام الأوروبي.


تشيلي وضعت نفسها في مأزق كبير
وخروجها سيكون خسارة للبطولة



المنتخب التشيلي
يُعد من المنتخبات القليلة التي قدمت أداءًا متزنًا خلال المباراتين وظهر
بمستوى إيجابي خلالهما سواء على الصعيد الدفاعي أو الهجومي، هو منتخب يمتلك
ثلاثي هجومي شرس للغاية خاصة بتواجد المميزين فالديفا وسانشيز وكذلك
مجموعة جيدة في وسط الملعب والدفاع والأهم أنه منتخب منضبط تكتيكيًا الى
حدٍ كبير سواء من حيث الضغط الدفاعي القوي جدًا على المنافس وفي كل مناطق
الملعب أو من حيث الارتداد السريع من الحالة الهجومية للدفاعية والعكس صحيح
أو من حيث تنفيذ الهجمات المرتدة بجودة كبيرة خاصة من جانب السرعة
والتمرير الدقيق وإن كانت هنا تفتقد للمسة الجماعية في نهاية الهجمة، هذا
كله بجانب امتلاك المنتخب لدكة بدلاء جيدة جدًا قادرة على دعمه وقت الحاجة.

كل
ما سبق هو الكلام الرائع عن المنتخب القادم من أمريكا الجنوبية ولكن
الحديث السلبي يتعلق باضاعة العدد الكبير جدًا من الفرص السهلة والسهلة
للغاية سواء أمام هندوراس أو سويسرا وهو ما سيضع المنتخب في مأزق كبير خلال
المواجهة الأخيرة ضد إسبانيا حيث يتوجب عليه عدم الخسارة حتى يتأهل للدور
التالي، فالخسارة بفارق هدف واحد فقط سيعني الخروج من البطولة لأن إسبانيا
ستتفوق تلقائيًا بفارق الأهداف (تمتلك الآن +1 فيما تمتلك التشيلي +2
والخسارة بهدف تعني انقلاب ذلك الشكل فورًا) وكذلك لأن سويسرا التي تمتلك
حاليًا فارق = 0 ستنتصر بسهولة على الهندوراس وبفارق هدفين على الأقل مما
يضعها في الدور القادم بجانب الماتادور.

صراحة من الصعب للغاية
اختيار منتخبين من ضمن ذلك الثلاثي لأن جميعهم يُقدم كرة جيدة ويُضيف
كثيرًا لدور الـ16 في البطولة، ولكن ومن وجهة نظري الخاصة التي لا ألزم بها
أحد أرى أن المنتخبين التشيلي والإسباني هما الأحق بالتأهل لأنهما يُقدمان
كرة أجمل كثيرًا وبتأهلهما سنتابع مباريات قوية ومثيرة للغاية في الدور
التالي.

ما قلته سابقًا لا يلغي الأسلوب الممتاز الذي يلعب به
المنتخب السويسري من الجانب التكتيكي، هو باختصار دافع اليوم وكما توقعت
أمس لأنه يعلم أن الخروج بالتعادل يعني التأهل الرسمي وإن لم يكن فالخروج
بأفضل خسارة ممكنة تعني تأمين الصعود بنسبة تفوق الـ95% وكما رأينا
فالمنتخب قادر على اللعب الهجومي الجيد جدًا لكن حين يُريد ذلك وهو ما
شاهدناه في الدقائق الأخيرة من مباراة اليوم ولهذا علينا انتظار مباريات
الجولة الثالثة المصيرية لنرى الخروج المُر لأحد الثلاثي.

إسبانيا ..... دل بوسكي أصلح الكثير
ولكن لازال الإصلاح مطلوبًا



لم يظهر المنتخب
الإسباني بالمستوى المُبهر الذي انتظرناه به خلال البطولة الحالية وذلك رغم
انتصاره المهم قبل قليل على الهندوراس، الأداء اليوم كان أفضل من الذي كان
أمام سويسرا لأن المدرب أصلح بعض الأمور لكن البعض الآخر بحاجة للمزيد من
خطوات الإصلاح.

تحدثنا في مقال
سابق عن أخطاء دل بوسكي في المباراة ضد سويسرا وقد عمل المدرب اليوم
على إصلاح عدد منها خاصة بعدم إشراك دافيد سيلفا وأندريس إنيستا وإن كان
الأخير قد غاب للإصابة وأشرك بدلًا عنهما فيرناندو توريس وخيسوس نافاس
..... ذلك الأمر أدى لاحداث التوازن المطلوب في أداء المنتخب الهجومي حيث
نشط نافاس على الجانب الأيمن وتحرك فيا في الأيسر وتمركز توريس في منطقة
الجزاء وهو ما منح الهجوم الخطورة المطلوبة ولو كان توريس في مستواه
الطبيعي لخرجت المباراة بنتيجة اسبانية كبيرة لأن فيا أدى ما عليه من
الاختراق المهاري القطري لداخل المنطقة ونافاس فعل ما عليه من تمريرات
عرضية جيدة وكذلك ساعده راموس بالتقدم كثيرًا للأمام وهو ما أوجد جبهة
يُمنى قوية للغاية.

تحدثنا عن خطأ آخر أمام سويسرا لكنه لم يُصلح في
مباراة اليوم، ألا وهو وجود الثلاثي تشافي هيرنانديز وتشابي ألونسو
وسيرجيو بوسكيتش في وسط المنتخب، وهنا يجب وجود لاعبين فقط منهما خاصة في
مباراة سهلة كالتي لعبها الفريق اليوم .... ألونسو وبوسكيتش يلعبان بنفس
الأسلوب تقريبًا ولهذا أحدهما فقط ما يحتاجه وسط الفريق خاصة مع قوة الخط
الخلفي، بجانب أحدهما يجب أن يعب تشافي مما يمنحه مساحة أفضل للرؤية وكشف
الملعب وحرية أكبر في التقدم من الخلف للأمام ولكن وجوده متقدمًا وخلف
المهاجم الأوحد كما يلعب الآن يحرمه من كل تلك المميزات كما أنه لاعب لا
يُجيد اقتحام منطقة الجزاء واستغلال التمريرات العرضية لأنه غير متمرس في
الكرات الهوائية وهذا يحرم المنتخب من الدور الهجومي للاعب ذلك المركز.

لهذا
الأفضل أن يلعب المنتخب الإسباني بالثنائي بوسكيتش أو ألونسو بجانب تشافي
وأمامهما الثلاثي فيا وفابريجاس ونافاس وأمامهما المهاجم الأوحد سواء كان
توريس أو يورينتي وأفضل منح الفرصة للأخير لأنه أجهز بدنيًا وفنيًا، ومن
الممكن أن يلعب الفريق بطريقة 4-4-2 ولكنها ستكون هجومية الى حدٍ كبير
ولهذا يجب منح تعليمات صارمة للظهيرين بعدم التقدم للأمام خاصة الأيمن
راموس وذلك بأن يلعب الفريق بالمحورين تشافي وبوكسيتش أو ألونسو والطرفين
سيلفا ونافاس وفي الأمام المهاجمين فيا وتوريس وذلك الشكل كان الأفضل
لمباراة اليوم لأنه كان سيمنح الفريق رئة هجومية يمنى وأخرى يسرى بجانب قوة
في عمق الهجوم.

على
الهامش ....



ستكون تلك الفقرة مُخصصة للحديث عن تعليقات الزوار الكرام على
المقال في اليوم السابق ومحاولة النقاش معهم حول بعض النقاط أو إجابتهم
على بعض الأسئلة مع توجيه الشكر الكبير للجميع على تفاعلهم مع المقال سواء
من يتفق أو يختلف معي لأن الهدف في النهاية هو تبادل الثقافات والآراء مما
يُحقق المتعة للجميع، هذا بجانب طبعًا النقاط العديدة التي نتحدث عنها
باختصار.

أبدأ
الحديث هنا بالاعتذار عن الخطأ غير المقصود في مقال الأمس حول الحديث عن
لاعب المنتخب الإيطالي "جوزيبي روسي" وضرورة تواجده في التشكيل الأساسي
للفريق وهو في الحقيقة غير مستدعى من الأساس وهنا أكرر اعتذاري للخطأ في
المعلومة وصراحة استبعاد هذا المهاري يُضاف للأخطاء الصعب قبولها من
مارتشيلو ليبي لأنه أبقى المنتخب دون أي مهاجم يمتلك المهارة اللازمة
للحركة خارج منطقة الجزاء والتفوق في مواجهة لاعب ضد لاعب كما أبقاه كذلك
دون أي لاعب يُجيد صناعة اللعب والتمرير من العمق بعدم استدعاء فرانشيسكو
توتي واستبعاد أندريا كوسو ..... في النهاية أعود وأكرر اعتذاري عن الخطأ
الغير مقصود.

الأخ العزيز هاني من اليمن قال أنني مشجع أرجنتيني
وحديثي الايجابي عن البرازيل كان لاعجابي بهم، لا أنكر اعجابي الكبير
بالأداء الفني للمدرب كارلوس دونجا والمنتخب البرازيلي في عهده ولا أنكر
اعجابي أيضًا بالقدرات الفردية لنجوم المنتخب الأرجنتيني وقدرتهم على حسم
الأمور وأيضًا اعجابي بالطريقة التي يُدير بها مارادونا الفريق من الجانب
المعنوي والذهني وليس الفني والتكتيكي ..... لكن أؤكد لك عزيزي أنني لا
أشجع هذا ولا ذاك.

أخي أحمد من الأردن تحدث عن سيناريو إيطالي مشابه
لما حدث عام 1982 وإن كان في نفس الوقت أكد استبعاده مرور المنتخب من
هولندا أو البرازيل، صراحة احترت في رأيك عزيزي أحمد لكن المنتخب الإيطالي
لو تخطى الدور الأول وهو قريب من ذلك ربما يظهر بشكلٍ مختلف كما اعتدنا منه
لكننا نؤكد هذا مع تأكيد حقيقة وجود منتخبات أفضل منه جماعيًا وفرديًا وفي
نفس الوقت حقيقة وجود 11 لاعب داخل الآدزوري قادرين على تقديم أداء أفضل
مما كان ولكن المهم أن يتحرك ليبي ويُشركهم.

سلمان من السعودية طلب
الحديث عن المنتخب البرتغالي وقد كان بالفعل خلال الفقرة الأولى من مقال
اليوم، البرتغال صراحة من الصعب أن نضعها الآن من قائمة المرشحين للبطولة
خاصة أنها أظهرت وجه سلبي أمام فريق جيد جدًا ووجه إيجابي أمام فريق متواضع
القدرات والخبرات خاصة في الجانب الهجومي ..... دعنا ننتظر المواجهة ضد
البرازيل لنرى ونُقيم المنتخب جيدًا لكن بلا شك أنه فريق يمتلك هجوم فعال
وشرس للغاية وقادر على ازعاج أي دفاع منافس وحسم المباراة لصالح كيروش.

عهد
من اليمن طلب الحديث عن المنتخب الإسباني وقد تحدثنا عن الأمور الإيجابية
التي ظهرت في مباراة اليوم ولكن بعض السلبيات لازالت بحاجة للتعديل، عمومًا
الماتادور بالفعل شعر بالثقة في المباراة الأولى وكان ذلك ما أدى لظهوره
بمظهر المتراخي والواثق وكما قلت سابقًا ... الخسارة أمام سويسرا أفادت
المنتخب الإسباني لأنها كانت الصدمة التي أفاقته من غروره.

أحد
الإخوة تحدث عن المنتخب الهولندي وقال أننا لم نمنحه الإشادة التي يستحقها،
المنتخب البرتقالي برأيي لم يُقدم حتى الآن الوجه الجميل المنتظر منه
وأعتقد أنه لن يظهر سوى في الدور التالي لأنه سيُجبر على ذلك سواء بمواجهة
إيطاليا أو الباراجواي.

سلام من الأردن أوضح أن عودة بيرلو ستقدم
الإضافة المطلوبة للآدزوري، أعتقد أنه ستكون إضافة مهمة للغاية لو لعب
بيرلو في مركز صانع الألعاب أي أمام الثنائي دي روسي ومونتوليفو ولكن هل
سينجح هنا وقد فشل سابقًا في الإنتر والبداية مع الميلان؟ لو لعب بيرلو
بدلًا من أحد ثنائي الوسط سيُقدم إضافة جيدة لهجوم الفريق خاصة على جانب
التمريرات الدقيقة في عمق الدفاع المنافس وأطرافه ولكن السؤال هنا .... هل
سيلعب بدلًا من دي روسي وهنا سيتأثر الجانب الدفاعي في الوسط كثيرًا؟ أم
سيلعب بدلًا من مونتوليفو صاحب المستوى الأفضل في المنتخب حتى الآن؟ هي
معادلة صعبة على ليبي حلها.

بدر من السعودية سأل عن المنتخب
الإسباني وأسباب خسارته المباراة الأولى، وقد تحدثنا عن الأمر خلال مقال
سابق يوم المباراة أدعوك عزيزي للدخول هنا
لتقرأه وقد تحدثنا في مقال اليوم عن النقاط الإيجابية وأنتظر
رأيك في الأمر.

الأخ العزيز الدوسري من الكويت الشقيقة تحدث عن
التشكيل الأفضل للمنتخب الإيطالي واتهمني بالفقر تكتيكيًا لابعاد كانافارو
وكريشيتو لحساب بونوتشي ومادجيو .... طبعًا أحترم وجهة نظرك وذلك جمال كرة
القدم لأنه كرة مستديرة لها ألف وجهة نظر كل منها تقبل الصواب والخطأ وذلك
ما يؤكده الملعب، عمومًا عزيزي أنا أفضل اللعب فعلًا ببونوتشي بدلًا من
كانافارو صاحب المستوى السيء لأن نقص الخبرة يبقى أفضل من نقص القدرات وقد
رأينا في مباراتين خطأين من كانافارو في التعامل مع الكرة الهوائية وهي رأس
ماله في الدفاع والنتيجة كانت هدفان في مرمى الآدزوري وإن كان أحدهما من
تسلل واضح، لهذا وجود بونوتشي صاحب المستوى الممتاز طوال الموسم حيث لعب 38
مباراة مع باري ومطلوب في كل الأندية الإيطالية وصاحب الخبرة القليلة أفضل
من وجود لاعب انتهى كرويًا ولم يُستدع سوى لخبرته الكبيرة ولأن ليبي توقف
لديه الزمن عند 2006 ومستوى اللاعبين وقتها وتبقى الأمور كما ذكرت لك وجهات
نظر ...... أما عن مادجيو وكريشيتو فأنا متفق معك أن الجانب الهجومي للأول
يتفوق على ذلك الدفاعي ولكن هل ترى أن الآدزوري أمام نيوزلندا احتاج
للهجوم أم الدفاع ؟؟؟ لقد احتاج للهجوم بكل تأكيد وبالتالي وجود مادجيو كان
مطلوبًا لأن النيوزلنديين لم يهاجموا إلا نادرًا والفريق الايطالي كان
بحاجة لمن يصنع الهجمة خارج منطقة الجزاء ولهذا إشراك مادجيو كان أفضل من
إشراك لاعب يُجيد إنهاء الهجمة مثل بادزيني لأنه ببساطة دخل لإنهاء شيء غير
موجود أساسيًا !!!، وعموما وجود مادجيو في التشكيل الأساسي أفضل من وجود
كريشيتو لأن الأخير قدم في المباراتين مستوى عادي جدا بجانب أن مستوى
زامبروتا الدفاعي ممتاز وهنا يُمكن للفريق أن يلعب بطريقة 3 لاعبين ثابتين
في الخط الخلفي مع ترك الحرية لمادجيو في الجانب الأيمن للتحرك والانطلاق
هجومًا .... أما عن الوسط فأجد شخصيًا أن دي روسي يلعب بمستوى جيد جدًا في
الآدزوري رغم أنه لم يصل للمستوى الممتاز له مع روما ولكن وجود جاتوزو
سيكون كارثة جديدة لأن جاتوزو القوي صاحب اللياقة البدنية الرائعة والقدرة
على استخلاص الكرة من المنافس بجودة كبيرة انتهى تقريبًا ولم يعد منه إلا
بعض الأطلال .. جاتوزو الآن يفشل في استخلاص الكرة كثيرًا وأصبح المرور منه
سهلًا نسبيًا ولهذا لم يعد اللاعب الأساسي في الميلان وفقد مركزه في
الآدزوري بجانب أن وجوده يُوجد ثغرة كبيرة في وسط الفريق لأنه لاعب غير
منضبط تكتيكيًا وعشوائي الحركة لأنه يبحث عن الكرة دائمًا في محاولة
لاستعادتها وقد كان ينجح قديمًا فكان الفريق يستفيد ولكنه حين يفشل يترك
ثغرة كبيرة في مركزه يستغلها المنافس وهو حاليًا يفشل أكثر مما ينجح كثيرًا
وإن كنت طبعًا لا أخفي الجرينتا الكبيرة التي يلعب بها جاتوزو ..........
وكما قلت لك تبقى وجهات نظر عزيزي.



الأخ خالد من مصر
اعترض على حديثنا وتحليلنا للمدربين، أقول لك عزيزي هذا يبقى حق من حقوقنا
كمشاهدين ونحن لسنا الوحيدين الذين نفعل هذا وليس الأمر حكرًا على العرب
فقط، أدعوك لمتابعة قناة سكاي سبورت الإيطالية مثلًا لترى كم الحديث من
الجميع عن الخطة والمدرب واللاعبين بل حتى انظر لتجمعات الطليان والإسبان
والإنجليز لترى كم الحديث والنقد الموجه للجميع .... تلك هي كرة القدم وتلك
هي متعتها وإن كنا سنتابعها لنكون في دور المتلقي فقط فلحظتها سنشعر
بالملل وكأننا في مدرسة نتلقى الدرس من المدرس الذي قد لا يكون يفوقنا ذكاء
وقدرات.

الأخ يعقوب من الأردن طلب الحديث عن التحكيم، صراحة لا أحب
الحديث عن التحكيم كثيرًا لأن الأخطاء التحكيمية جزء من لعبة كرة القدم
والحكام جزء من اللعبة يُخطئ كما يُخطئ اللاعب أو المدرب أو الإداري أو
المشجع ..... صحيح أن الأخطاء أحيانًا قد تكون مبالغ بها وفوق المحتمل ولكن
تبقى تلك جزء من سلبيات الكرة ونحن قبلنا كرة القدم بكل إيجابياتها
وسلبياتها ولكني أوافقك أن كاكا قدم في المباراة الثانية مستوى مميز لكنه
يبقى بعيدًا عن كاكا ما قبل 2007 مع الميلان الإيطالي.

حسنين من
العراق تحدث عن زامبروتا واحتمال مواجهته لروبين، عزيزي زامبروتا وحسب
الاعلام الإيطالي كان أحد أفضل اللاعبين في مباراة نيوزلندا الأخيرة ولعب
بشكل أفضل كثيرًا من كريشيتو وحاول هجوميًا كثيرًا .... ربما هو سيجد صعوبة
كبيرة في مواجهة روبين فعلًا لكن لا تنسى أن الدفاع الإيطالي لا يعتمد
مبدأ المواجهة الفردية أو الرقابة الفردية بل الأداء الجماعي والانضباط
التكتيكي.

محمد من مصر طلب التشكيل الأفضل للتانجو، أعتقد أن
التشكيل الحالي مميز للغاية بحسب قائمة الـ23 لاعب لكن ينقصه فقط بعض
التنظيم في الجزء الأمامي وشخصيًا أفضل اخراج كارلوس تيفيز واشراك خافيير
باستوري في وسط الملعب خلف المهاجم هيجواين وأمام ثنائي الوسط وأن يتحرك
ميسي للجانب الأيمن وهنا سيمتلك الفريق هجومًا متوازنًا بين اليمين واليسار
سيستفيد من تمريرات باستوري في عمق الملعب، إضافة لذلك التغيير أفضل وجود
مدافع افضل من دي ميكيليس صاحب الهفوات الكبيرة مع البايرن ولكن من سيكون؟
لا أعرف صراحة !! ربما أوتاميندي المطلوب في الميلان وربما بورديسو صاحب
المستوى المتميز مع روما في الموسم الأخير وإن كان صاحب هفوات فردية قاتلة
أيضًا.

أعجبني اليوم كثيرًا الظهير الأيسر للمنتخب البرتغالي "فابيو
كوينتراو"، فهو لاعب شاب يمتلك قدرات رائعة هجومية ودفاعية وإن كانت
الأخيرة لم تُختبر كثيرًا اليوم وكذلك يمتلك ميزة إنهاء الهجمة بشكل سليم
داخل أو خارج منطقة الجزاء ويمتاز باللعب الجماعي والسرعة في اتخاذ القرار
وتنفيذه وأعتقد أن لاعب بنفيكا صاحب الـ22 عام سيكون مطلوبًا للعديد من
الأندية خلال الصيف الحالي إن ما حافظ على مستواه كما لعب اليوم.

كوريا
الشمالية منتخب جيد جدًا لكنه يفتقد للكثير من النضج والخبرة والاحتكاك
الدولي وربما تكون مشاركته في مونديال 2010 نقطة بداية ليُعوض تلك النقاط
السلبية لديه، هذا بجانب حاجته للكثير من العمل على الصعيد الهجومي ولا عجب
أن يكون صاحب المعدل التهديفي الأسوأ ضمن المشاركين في البطولة.

المنتخب
السويسري أكد أنه يمتلك القدرة على اللعب بأسلوب دفاعي مميز وكذلك أن
يُهاجم وقتما يريد، لكنه لم يُرينا اللعب بأسلوب متوازن بين الدفاع والهجوم
وقد نرى ذلك في مباراة الهندوراس الأخيرة رغم فارق المستوى بين الفريقين.

أشيد
بعمل كريستيانو رونالدو خلال المباراة ضد كوريا وخاصة تفضيله الأداء
الجماعي على تسجيله للأهداف رغم غيابه عنها منذ فترة ليست بالقصيرة، اليوم
رونالدو مرر كثيرًا وساهم في انتصار فريقه وقد كافأته كرة القدم بالهدف
السابع والأول له في البطولة.

غدًا يُسدل الستار على المجموعتين
الأولى والثانية وقد نرى في النهاية مشهد حزين جديد للكرة الفرنسية بخروج
المنتخب من الدور الأول وهو الأمر المتوقع خاصة أن المكسيك والأورجواي
سيفضلان الصعود معًا للدور القادم أكثر من المغامرة للهروب من مواجهة راقصي
التانجو وإن حدث العكس فعلينا أن نوجه تحية كبيرة للفريقان رغم أن هذا ما
يجب أن يكون.

في المجموعة الثانية يخوض اليونان مباراة العمر أمام
الأرجنتين وأمامه فرصة ذهبية للفوز والتأهل للدور التالي لأن مباراة كوريا
الجنوبية أمام نيجيريا لن تكون سهلة، عمومًا أتوقع تأهل كوريا الجنوبية
للدور التالي إلا إن فعلتها النسور الخضراء وتفوقت على نفسها وهزمت
الآسيوين بفارق هدفين وانتظرت الهدية الأرجنتينية.

أخيرًا لا
يُعجبني في تلك البطولة ما تشهده معسكرات المنتخبات الأوروبية من مشاكل
عديدة بين اللاعبين والمدربين، البداية كانت بالمنتخب الفرنسي وأمس كان
الخلاف في صفوف المنتخب الإيطالي واليوم سمعنا عن تصريحات اعلامية متناقضة
في المعسكر الإنجليزي ...... هل البُعد عن القارة العجوز يُربك اللاعبين
والمدربين أم هي النتائج السلبية التي يُحاول الجميع الهروب من مسؤوليتها
!!.